الأحد، 30 مايو 2010

اطرد فرعون من عقلك

الأذكياء وحدهم هم من ينظرون إلى الوراء ويستفيدون من أخطاء الماضي فقط لمواصلة المسير بكل قوة وتوازن ونفس طويل نحو أهدافهم العليا وطموحاتهم الكبرى و أحلامهم الجميلة هم وحدهم لا يقيمون لهذه الأخطاء أو التجاوزات محكمة عسكرية استثنائية لعقاب النفس والانتقام منها بدافع التصحيح والتقويم بل الأمر أيسر وأسهل فمن الرشد التركيز على الحل وليس التركيز على المشكلة والبدء بتصويبها عاجلا غير آجل بدل من الدوران والتحايل عليها والتسويف والتأجيل في التعاطي معها والذي لا يبقي ولا يذر .

ومن خلال نظرة متأمله في الماضي الغابر والتاريخ الساخر للأمم والشعوب هم كانوا من العرب أو العجم.. من بلاد السند أم من بلاد الهند .. نرى أن القوة العظمى والسر الكامن وراء استمرار أنماط من البشر وتفوقهم على جميع المستويات وفي جميع الحقول هو القدرة على نقد الذات وتصويب الخلل وعلاج العلل بشكل جذري لا يقبل أنصاف الحلول .

وهنا نطرح بشكل جاد على طاولة الحوار الفكري المتوقد ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى توقف وتفكير هادئ وهي إشكالية من إشكاليات التفكير السلبي والذي تعاني منه شريحة من مجتمعاتنا وله بالغ الأثر السلبي على قراراتنا وحياتنا وأنماط عيشنا وحياة من نخالط ومن نعامل وكيف نتعاطى من الأحداث والأحوال من حولنا وكيف نفهما !!

وقبل أن ندخل في الإطار الفكري للموضوع علينا أن نتوقف قليلاً و نسأل السؤال المركزي هنا

هل الحياة عبارة عن فرصة أم معركة ؟

والجواب العادل والشامل والكامل هو أنها ولاشك

فــــرصــــــــة


وهي فرصة وليس مثل كل الفرص بل هي الفرصة الكبرى للإنسان لبناء مرحلة الخلود السرمدي الأبدي في جنة عرضها السموات والأرض في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
ولكن تناول البعض لهذه الحياة على أنها معركة فيه خلل واضح في الفهم والإدراك بني عليه الكثير من الكوارث الشخصية و المالية والنفسية والصحية و الاجتماعية.
فأصبح الظلم والبغي والطغيان والاستبداد والتجاوز والعنف واكل الحقوق والتخلي عن الواجبات بأنواعها الدينية والمدنية مبرراً عند مرضى النفوس ومعتلي العقل والتفكير .

وظهرت الشخصيات الضعيفة التي لا تعرف إلا الكبر والغطرسة والاستئثار والأنانية والمكابرة فهي أنفس خاوية لم تذق طعم السعادة ولا الطمأنينة ولا لذة العيش ورغد الحياة حيث بحثت عن السعادة في الأخذ ولا تعلم أن الأنفس الكبيرة والأرواح العظيمة تجده في العطاء والنماء , تجده في الحب والايخاء وصدق المشاعر وطيب النفس والمعشر فإلى أي هاوية يسير هؤلاء بأنفسهم وبمن حولهم يا ترى وعلى أي ارض هشة يقفون قبل أن يسقطوا !!

هل أضحى الكذب والنفاق والتلاعب والظلم والتعدي على الآخرين عند البعض مبرراً لكسب معارك هم صنعوها لأنفسهم ظننا منهم أنهم على حق وأنهم هم الفائزون ولابد أن يخسر الجميع لقاء تحقيقهم انتصاراً شخصياً وهمي بلا طعمك أو لون أو رائحة .
ولكنه خداع للنفس ليس إلا فأي مكسب بني على باطل فهو باطل وهو خسران وهزيمة , وعقاب وانتقام من لا يغفل ولا ينام واقع لا محاله .
فالنوايا الطيبة والأخلاق العظيمة والسلوك الحسن هو المغنم الكبير الذي لا يقدر بثمن ولا يوصف بمكيال أو ميزان مهما كان .

يروى أن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله كان يتجول في السوق متفقدا أحوال الباعة ومفتشاً عليهم فسمع امرأة تبيع اللبن تطلب من ابنتها أن تضف الماء إلى اللبن ليزيد
فرفضت البنت تورعاً وخشيه فقاطعت الأم بنتها وقالت
" لكن عمر لا يرانا " !!
فردت البنت بكل صدق وإخلاص وتقوى وورع
" ولكن رب عمر يرانا "

أعلن الفاروق حالة الطوارئ وطلب معلومات تفصيلية عن هذه العائلة وسأل خصيصاً عن هذه الثمرة اليانعة والشجرة اليافعة تلك البنت الصالحة التي أوقفت عملية عش اللبن واحتفظت بقيّمها وقاومت كل الإغراءات ولم تقدم أي تنازلات .

أجابوه على كل أسئلته وأوقفوا حيرته في أمر صغيرة السن التي كانت تعلم الكبار دروسأ في الأخلاق والقيم والعدل والإنصاف والخوف من جبار السموات والأرض .

قرر الذهاب إليهم ولكن ليس معاتباً أو محاسباً على ذلك الموقف بل خاطبا تلك البنت لأبنه زيد بن عمر بن الخطاب فلقد توسم عمر ببعد نظره وحذاقة فكره وسلامة مقصده بهذا الزواج خيراً وفعلاً كان نتاج ذلك الزواج بعد زمن ليس ببعيد ومن نسل عمر الفاروق وتلك المرأة الصالحة بائعة الحليب جاء مجدد القرن الأول وخامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه

وبدل أن يعدل الناس في بيع الحليب فقط انتشر العدل والخير والبركة والأمن والآمان والتسامح والحب في أنحاء المعمورة وفاض بيت المال في عهده ولم يجد التجار من يأخذ الزكاة فقد اغتنى الناس أجمعين وكانت مرحلة ذهبية عم فيها الخير على الجميع بفضل سلامة القصد وحسن السلوك وطيب الخلق وقوة العدل وهيبة الإنصاف وقيمة الحق وتمكين الدين .

انه الصدق الذي يورث الخلود والإخلاص الذي يورث السعادة والإيمان الذي يورث الطمأنينة والرفق الذي يورث التعاون والتسامح الذي يورث الولاء والوفاء والحب والعطاء والعدل الذي يورث المعجزات
والتوازن في القول والعمل الذي يورث النجاح والرقي في كافة الأصعدة والأزمان

فكم بيت هدمه الظلم وكم من طلاق كان بتوقيع الاستبداد وكم من حرمان كان بدوافع البغي
وكم من علاقة دمرها الطغيان وكم من الأبناء خسرنا بسب العنف وكم من الشراكات فشلت بسبب الأنا المتفشية وكم من كره زرع وكم من بغض وجد وكم من نفور حصل وكم من ندم وجرح في أنفسنا أو في نفوس الآخرين بسبب التسلط والعنجهية والعناد .

وتشبثنا السلبي بآرائنا وهي خاطئة فقط لمجرد استعراض القوة واستغلال المواقف والإحساس بنشوة كاذبة لا أساس لها ولا نفكر بالعواقب الوخيمة والكوارث العظيمة إلا بعد أن تحل المصائب فلا ينفع .

هون عليك أخي , هوني عليك أخيتي فالحياة جميله إذا عشتوها بحب وتكامل وليس بتنافس وصراع , وقهر وأمر , فلتكن أنفسنا عظيمة واروحنا معطاءة والحكمة ضالتنا والمنطق هدفنا
والتفكير في مستقبل الأمور طريقنا فالعقل راحة إذا استخدم فيما ينفع وهو شقاء لو استخدم فيما يضر وكونوا مؤمنين بأن لكل فعل له ردة فعل مساوية له بالاتجاه ومعاكسه له في المقدار
فالخير أمامنا والشر كذلك فماذا نختار أيها المغوار .

" تأصيل "

خاطب الله جل في علاه الإنسان واصفا النفس البشرية ومدلل على أن على الإنسان أن يختار ويتحمل نتيجة الاختيار إما خير وإما شر فقال تعالى
"
ونفس وما سوَّـٰها (7) فألهما فجورها وتقوـٰها (8) قد أفلح مَن زكَّـٰها (9) وقد خاب مَ دسَّٰها (10)" ( سورة الشمس )

وقال صلى الله عليه وسلم
"
ما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولا نزع الرفق من شيء إلا شانه "

بصمة عقلية

وأنت تسير في طريق الحياة الطويل أمامك لوحة كبيرة كتب فيها

" السعادة ليست معجزة والطمأنينة ليست نادرة والنجاح ليس صعباً والحب ليس مستحيلا والتسامح ليس خيالاً والوداد ليس محالاً والرضا ليس سراً والعفو ليس هزيمة "
ولكن بشرط أن تطرد فرعون الذي في عقلك إلى الأبد .

نقلا عن الاستاذ سلطان العثيم .. مدرب معتمد في التنمية البشريه وتطوير الذات

الثلاثاء، 25 مايو 2010

تصاوير 18

بسم الله الرحمن الرحيم ..
اسعد الله اوقاتكم بكل خير وسعادة وافراح ..
اولا اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يجزي كل شخص سأل عني سواء برسالة او اتصال او غيره .. صراحه كم هو شعور جميل ورائع ان ترى اناسا تفتقدك عند غيابك .. والاجمل منه انهم يقدمون لك العذر حتى وان لم يعرفوا اسباب غيابك ..
كل ما اطلبه منكم الدعاء لي ولجميع الطلبة والطالبات بالتوفيق والنجاح .. فأنا مقبل على فترة امتحانات .. نسأل الله العون والتوفيق والسداد من عنده ..
واعتذر مقدما واكرر اعتذاري .. لانه ليس لدي ما ادلو به من اعمال جديده .. لكن هناك صورتان سبق وان عرضتهم في الفليكر .. لكن لم يسبق لي عرضهم هنا .. لعلكم تعذروني لكثرة انشغالي .. وكذلك لدينا عدة مناسبات تحتاج الى جهد وترتيب وقت .. نسأل الله ان يديم علينا وعليكم اوقات السعادة والافراح ..


هذي صورة الاميرة لمى .. ( قولوا ماشاء الله واذكروا الله )

هنا نظرة ولا احلى لانها احتارت تبي تتحرك لكن حجرت نفسها بالزاوية ..

اما هذي كنت طالع من البيت يوم ورايح للدوام .. وكان المنظر وقت الشروق ...

الاثنين، 17 مايو 2010

تصاوير 17

بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اسعد الله اوقاتكم جميعا بكل طاعة خير وسعادة وتوفيق وراحة بال ..
اولا اعتذر من الحميع عن الانقطاع المفاجئ وذلك لأسباب خارجة عن الارادة .. وكذلك للاستعداد لفترة الامتحانات الجامعية المقبلة .. نسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يوفق كل الطلبة والطالبات وان يعينهم على ذلك ويكتب النجاح حليفا لهما دائما .. اللهم امين ..
اليوم موضوعي ليس كما هو معتاد عليه صورة وحدث وانما اليوم صور وحدث واحد ..
قبل فترة كنا مجموعة إخوة جمعتنا هذه الدنيا ولله الحمد والمنه على طاعة وحب ومودة .. قررنا الذهاب الى واحة المملكة العربية السعوديه ( الأحساء ) وذلك من باب كسر الروتين وتغيير للجو واستكشاف بعض مما هو موجود على هذه الارض المباركة من عجائب صنع الرحمن .. وكذلك استكشاف بعض الموروثات الشعبية .. لكن لسوء تقدير مني .. لم تكن الكاميرا الخاصة بي في وضع يهيء لالتقاط الصور الجمالية الكثيرة وذلك لنسياني لعدم شحن البطارية ..
المهم مالكم بالطويله ( يازين العامية اقول ) .. والله تجمعنا عن نايف وبعد الغداء مشينا وصلينا العصر بالطريق وبدينا شوية هيصه وضحك وفلة حجاج .. وكانت بدايتها .. هذي الصورة ..


وتوقفت عن التصوير لفترة .. ثم واصلت التصوير .. عندما وصلنا لمنطقة جبل القاره ( من عجائب قدرة الله وصنيعه ) من الداخل بارد صيفا دافئ شتاء ..


طبعا هذي الصورة المفروض تكون تحت شوي عشان الترتيب لكن ماعليه .. المهم التقطت هذي الصورة من اعلى قمة الجبل .. بعد تحدي للصخور والرمال والاحجار لكي نصعد القمة .. وبفضل الله ومنه وصلنا .. وجلسنا تقريبا ربع ساعه لنستريح ..


اما هذي كانت في منتصف مشاور الصعود للقمة ..

طبعا هذي مثل ماتشوفون صخرة عليها بقايا صبغ من اللون الاحمر نتجية عبث العابثين والمخربين .. فكانت اللقطه عفوية من بو مساعد ان يستند عليها ونايف يرفع قدمه ويلتفت ليعطي نظرة .. تمثلت كأنه يقول ..( انتبه لايجيك الدور ... هههههههههه ) .. طبعا بتقولون في يدك طالعة من الجنب هذا خليل بس ماكان قريب لحظتها ..

وبعدما طلعنا من الجبل تقريبا كانت اذان صلاة المغرب باقي عليه 10 دقايق .. وبعد ماصلينا وحمدنا الله قررنا نروح للمكان هذا ..

و اول ماوصلنا لقينا هذا العامل يقطع الكرب ( كرب النخل ) عشان .. التنور اللي يصلحون فيه الخبر .. لان المخبز هذا يتميز بالتراث فقط .. مايستخدم الغاز .. فقط الحطب والكرب ..

وبعد ماجلسنا وضيفنا هذا الرجال الطيب .. قال انا بخبز لكم انتوا بس .. واخذت كم صورة لكن صورة تكفي .. وللمعلومية هو انسان مرح وراعي سوالف والواحد ماوده يقوم من عنده ويسمع سوالف الاباء والاجداد ..

وهذا كان بداية الخير واستخراج الخبز من التنور .. طبعا لحد يسألني عن الطعم لأنه خطييييييير جدا ورهيب .. هههههههه خصوصا مع جبن كرافت السائل .. لحد يتفلسف ويحط جبن بوك والا المراعي .. ماراح يحس بالطعم الرهيب الا مع كرافت .. لما يختلط الطعم مع طعم الخبز وريحة الكرب والجمر .. واااااو شي ..

وبعدها قلنا نبي نروح قصر ابراهيم الاثري .. ولما دخلنا كان الوقت تقريبا بعد صلاة العشاء لكن للاسف ماكان فيه غير بعض الاشخاص يعملون استعدادت لمهرجان قد بدأ من يوم السبت ويستمر الى يوم الجمعه القادم .. ولسوء الحظ لم احظ بصور كثيرة لان الكاميرا قد توقفت عن العمل ..

الى هنا وينتهي تقريري البسيط والمختصر قدر المستطاع .. وكان ودي احط لكم صور الشباب بو مساعد ونايف وخليل .. وبعض اللقطات الطريفه لكن .. ماوجدتموه هنا لعله يكفي .. كما لا انسى ان اشكر الجميع على متابعتهم للمدونه وسؤالهم عني .. لهم مني تحيه وتقدير ..
ولكم مني كل الحب والاخلاص ..
في رعاية الله اترككم .. والى تقرير اخر بإذن الله ..

الأحد، 2 مايو 2010

فن التعامل مع الشخصيات الصعبة


في كل مكان وزمان نلقاهم وفي ظروف متباينة نتعامل معهم هم حولنا وحوالينا لا معنا ولا علينا وربما علينا وليسو معنا , هم بعض زملاء العمل وبعض الأصدقاء وجزء من الأقارب والأحبة والإخلاء وبضع من الجيران والمعارف .

يمثلون جزأً هاماً من محيطنا المعيشي الذي يجب أن نتعامل معه بلا شك بذكاء اجتماعي وعاطفي شديدان من اجل أن يسير المركب وتأمن الرحلة وتتحقق الأهداف ونصل إلى المبتغى بأذن الله بغير خسائر أو تضحيات .

الصدام معهم فقدان للطاقات ومضيعة للأوقات وانحراف عن الخط العام الذي ارتضاه الإنسان الطبيعي لنفسه هو خط البناء والاعمار , الطموح والسمو , العمل الجاد والارتقاء المستمر في كل مناحي الحياة .
هم ولا شك محطات في هذا الطريق لأنهم يشكلون جزء لا بأس به من الوسط الاجتماعي الذي نتعامل معه ويحيط بنا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة .

ولكن يجب ألا نتوقف كثيراً في هذ المحطات حينما نختلف معهم أو لا يعجنا سلوكهم في الحياة أو تصرفاتهم في العمل أو المنزل أو لا تعجبنا ردود أفعالهم أو انفعالاتهم أو سلبيتهم أو مخالفتهم للسائد العام الطبيعي الإنساني الذي فطر عليه الإنسان وهو حب الآخرين والإحسان إليهم والتعاون معهم على البر والتقوى وعدم التعاون معهم على الإثم والعدوان .

إنها الشخصيات ذات الطبيعة الصعبة حيث هي صعبة حينما نتعامل معه وصعبة حينما نريد أن نفهمها وصعبة حينما نريد أن نتعاون أو نتكامل معه !!

من هم ؟ وكيف اعرفهم ؟ وما هي طرق التعامل المثالية معهم ؟

إنها أسئلة يسألها العالم بأسرة من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله , فلا يخلوا منزل أو مكان عمل أو دراسة أو عش زوجية أو تجمع سكاني من الشخصيات الصعبة .

وهي كالتالي :
الثائر أو الانفعالي , المتهكم , المتذمر , المحطم , المزاجي , الحساس , العنيد , المتردد , السلبي , اللامبالي , المحبط , الشكاك , المغرور , المراوغ , الغامض , المتحول , النرجسي , المتكبر , المنافق , المهمش للآخرين , الدكتاتوري أو المتسلط

كلها نماذج تمر علينا ومن حولنا كل يوم قد تهدد حياة البعض وقد تشكل على البعض الآخر , قد نتوقف حائرين أمام هذه الشخصيات وهذه النماذج ولكن هناك عدة مخارج ومدارج وصنوف من الحلول المبتكرة والسلسة للتعامل مع ذوي الطباع الصعبة ومن هذه النصائح والأفكار :

1/ لا بد أن تتمتعوا بالثقة الكبيرة بالله أولاً وبأنفسكم ثاني فهي الثروة الأهم في حياتنا فلا يسوؤكم حديث شاذ أو سلوك مشين أو تصرف مستنكر وضعو دائما هذه الأمور الخارجة عن المألوف في حجمها الصغير واعتبروها مما طلبه الله عزوجل منا حينما قال سبحانه
(
خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين)الأعراف 199.

2/ إذا كان شخصاً عزيزا ومقرباً فمن الأجمل والأكمل استخدام الصراحة والمكاشفة معه حول هذه السلبيات والإشكاليات التي قد تعكر صفو العلاقة وتسهم في تدميرها وسلب روحها البراقة .

3/ لا تعطي أحد الفرصة لكي ينال منك أو يسئ إليك بشكل مباشر أو أن يهضم حقك وقم بالسيطرة على الوضع بحزم وابتسامه في آن معاً واحذر من فقدان الأعصاب أو الهيجان الذي يجلب الخسارة لك ولصحتك دائما واعلم أن الندم لا يبني بيتاً هدمه التهور وطالب بحقوقك بتعقل وثبات .

4/ عمق العلاقة دوماً مع الأشخاص المتوازنين أكثر والذين تستطيع أن تتنبأ بتصرفاتهم وانفعالاتهم وتوجهاتهم أكثر من غيرهم فهم باختصار كتاب مفتوح فالشفافية والصدق والصراحة أركان العلاقة الصحية والشراكة الإستراتيجية.

5/ كن مستمعاً جيدا للجميع ولا تقاطع واحتفظ بالكلام الواقعي والمنطقي والمؤصل والذي تقتنع فيه وفيه تكون المصلحة وغير ذلك من الأحاديث السلبية أو الأقوال المزعجة أو السلوكيات الغير متحضرة فلا تنسى أن لك أذناً ثانية فسارع بإخراجها بلا تردد .

6/ لا تشغل يومك وغدك , مشاعرك وأحاسيسك , فكرك وحياتك بتصرفات السفهاء أو الحاسدين أو الحاقدين أو الجهلة أو الناقمين أو أصحاب المصالح واحمد الله الذي ميزك بالعقل والحكمة والتوازن الروحي والنفسي والعقلي والجسدي وترفع عن هذه التصرفات ولا تشغل نفسك بها وعش حياتك بسعادة وطمأنينة واتجه إلى هدفك بكل تركيز وإيمان .

7/ ارفع شعار التسامح والتغافل دائما في التعامل مع الآخرين وابتعد عن تصيد الأخطاء والعثرات خصوصاً في أي سلوك أو تصرف يسئ إليك إساءة مباشرة أو يلحقك منه ضرر لاسيما إننا إذا أدركنا أن المؤمن يجب أن يغلب جانب إحسان الظن بالآخرين والتعاطي مع الأخطاء البشرية الطبيعية و الغير مقصوده بواقعية وبتهوين للأمور وليس تهويل له .

8/ خذ بيد الجميع وتعاون معهم بحب ورقي وساعدهم للتخلص من الإشكاليات الموجوده في شخصياتهم وذواتهم وأفكارهم وأعطى ذلك الإصلاح حقه من الوقت والصبر والتحمل والتشجيع وسوف ترون الفرق بأذن الله .

9/ لا تغضب دائما من تصرفات هذه الشخصيات فهي في الغالب شخصيات مستفزه وقدّر إن هناك خلل ما يقع الآن , وبدل أن تفقد السيطرة على مشاعرك وأحاسيسك وانفعالاتك , بادر في إصلاح ذاتك أولاً ومن حولك ثانياُ بحب ورقي ومد جسور التعاون المثمر مع الآخرين وتعامل مع الأمور دوما بحكمة وتعقل وتبصر .

10/ كافئ الناس واشكرهم على تصرفاتهم الجيدة والحضارية خصوصا المقربين منك وشجعهم دائما على أفضل الأقوال والأفعال وحفز فيهم دوماً تعلم الجديد من المهارات الاجتماعية الهامة وساعدهم على التمتع بالذكاء الاجتماعي والايجابية في التعامل مع الآخرين والإحسان إلى الجميع.

11/ الحوار البناء والهادف أساس من أساسيات النجاح في العلاقات الإنسانية والكل منا محتاج إلى الآخر للارتقاء سويا نحو المعالي فلا يوجد مكان للفردية والأنانية في عالمنا اليوم فلا بد أن ندرك أهمية التواصل البناء مع الآخرين رغم اختلافاتنا في الطباع والعادات والقناعات والتوجهات .

12/ أتقن فن الاحتواء وتدرب عليه , فمن الشخصيات من تحتويه بابتسامة صادقة وكلمة طيبة وإنصاتك له باهتمام وأخرى بالحب والعاطفة واللمسة الحانية وأخرى بكرم أخلاقك وتعاملك وبعضهم بصبرك وحلمك وتحملك وفريق بنصحك وإرشادك وصدق طرحك .

13/ لا تستغل هذه الطباع السيئة في الآخرين لكي تهاجمهم أو تعايرهم بل تعاون معهم للتقويم من أنفسهم وتبادل الخبرات والمعلومات في ما بينكم لحاضر مزهر وغدا جميل .

14/ ترفع عن توافه الأمور وصغائر الأشياء ولا تعيرها أي اهتمام فالأنفس الكبيرة هي التي تنزل الأشياء منازلها وتضعها في مكانها الطبيعي واعلم أن إضاعة الحياة في التوافه والتفكير فيه هو طريقك إلى عالم القلق والتوتر والاكتئاب والخوف والإحباط والفشل .

15/ لا حظوا أبنائكم وطلابكم ومن يقعون تحت مسئولياتكم وتأكدوا من أنهم لا تتوفر لديهم هذه الصفات والطباع الصعبة لأنها سوف تكون من حواجز النجاح والتفوق بكل أسف لهم في المستقبل وقد تسهم في فشلهم وتخبطهم في الحياة وإدخالهم في نفق مظلم لا يستطيعون الخروج منه .

16/ التقويم والتصحيح في بناء الشخصية وتغير القناعات إلى الأفضل والأجمل والأكمل ليس صعباً في هذا الزمان فإن كنت من أصحاب تلك الصفات وتلك الطبائع الصعبة فبادر بالتصويب والتصحيح والتنقيح عن طريق استشارة المختصين وحضور الدورات التدريبية المتخصصة في إدارة الذات وتنمية القدرات والتحكم في الشخصية وتطويرها والتخلص من القناعات السلبية والطباع السيئة وقراءة الكتب المتخصصة وزيارة المواقع الثرية ومتابعة البرامج الرائدة في هذا المجال وارفع على الدوام شعار جدد حياتك دائماً

ولا ننسى دوما ودائماً أن أكثر من 85 % من أسباب النجاح الشخصي والنفسي والعملي والاجتماعي يعود إلى التميز والرقي والتحضر والايجابية في التعامل مع الآخرين وكسب ودهم و بناء الحب والعلاقات المميزة معهم وان المكمل وهو 15 % لهذه النسبة المخصصة للنجاح والسعادة والطمأنينة في الحياة يعود إلى الذكاء والفطنة .
وعليه قد تكون هذه الدراسات ثورة في عالم العلاقة حيث كان البعض يعتقد أن الذكاء والفطنة هما كل شيء
واليهم يعود بعد توفيق الله كل سبل النجاح ومفاتيح التفوق وتحقيق الأحلام والطموحات .

ومن هنا أؤكد لك عزيزي القارئ أهمية السعي الحثيث في تطوير وتنمية قدراتنا ومهاراتنا في كل المجالات خصوصاً مجال العلاقات الإنسانية والتعامل مع جميع صنوف البشر وعقلياتهم وعاداتهم وقيمهم وتوجهاتهم بذكاء شديد وتقدير بالغ للتفاوت بين الناس في هذا الباب الحيوي والهام من أبواب الحياة العصرية والمتسارعة , ولنتخلق بأخلاق رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم العالية والراقية والمثالية ونستفيد من سيرته العظيمة في هذا العلم الهام الذي اهتمت به شعوب الأرض قاطبة وأسست له معاهد خاصة حول العالم تعلم المهارات الاجتماعية وفيه تؤلف فيه مئات الكتب والآلاف الأبحاث والمحاضرات والدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات رغبة في أن يستطيع الإنسان أن يفهم أخوه الإنسان وان يتعامل معه بإحسان واحترام ورقي ولباقة وان يتكامل معه ويتعاون بشكل إيجابي لخيري الدنيا والآخرة ومصلحة الأجيال القادمة واللاحقة.

"شعرة معاوية"

قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وهو احد دهات العرب الأربعة عندما سأله أحد الأعراب: كيف حكمت أربعين عاما، ولم تحدث فتنة واحدة بالشام بينما الدنيا تغلي؟
فأجابه: إن بيني وبين الناس شعرة، إذا أرخو شددت وإذا شدوا أرخيت

"تأصيل"

وقال تعالى(
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ) [الفرقان : 63].

"بصمة عقلية"

لقد خلق الله الإنسان بإمكانيات كبيرة وطاقات عظيمة ولكن هناك نقاط قوة ونقاط ضعف في كل إنسان و هي سمة من سمات البشر فإن أردت أن تتمتع بنقاط القوة فقط وتتخلص من نقاط الضعف فأحسن في فهم الآخرين والتعامل معهم ومن ثم إعلان الشراكة المستديمة والتكامل البشري الرائع معهم الذي يصنع المعجزات على جميع المستويات .

نقلته لكم من ايميلي الخاص وهو من ..:
سلطان بن عبدالرحمن العثيم
مدرب معتمد في التنمية البشرية وتطوير الذات
عضو المؤسسة الأمريكية للتدريب والتطوير ASTD